المجلة | آيـــة |{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلّ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
تبدأ السورة بهذا العتاب من الله سبحانه لرسوله وهو عتاب مؤثر موح. فما جعله الله حلالا فلا يجوز حرمان النفس منه عمدا وقصدا إرضاء لأحد وقوله تعالى: {والله غفور رحيم}. يوحي بأن هذا الحرمان من شأنه أن يستوجب المؤاخذة، وأن مغفرة الله ورحمته تتداركه وهو إيحاء لطيف. وقد ورد في سبب نزول هذه الآيات روايات متعددة منها ما رواه البخاري. عن عائشة، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها. فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير. إني أجد منك ريح مغافير. قال: لا. ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له. وقد حلفت. لا تخبري بذلك أحدا. فهذا هو ما حرمه على نفسه وهو حلال له. ويبدو أن التي حدثها رسول الله هذا الحديث وأمرها بستره قالت لزميلتها المتآمرة معها. فأطلع الله رسوله على الأمر. فعاد عليها في هذا وذكر لها بعض ما دار بينها وبين زميلتها دون استقصاء لجميعه. تمشيا مع أدبه الكريم. فقد لمس الموضوع لمسا مختصرا لتعرف أنه يعرف وكفى. فدهشت هي وسألته: {من أنبأك هذا}. ولعله دار في خلدها أن الأخرى هي التي نبأته! ولكنه أجابها: {نبأني العليم الخبير}. فالخبر من المصدر الذي يعلمه كله. ومضمون هذا أن الرسول يعلم كل ما دار، لا الطرف الذي حدثها به وحده! وقد كان من جراء هذا الحادث وما كشف عنه من تآمر ومكايدات في بيت الرسول أن غضب. فآلى من نسائه لا يقربهن شهرا، وهم بتطليقهن ثم نزلت هذه الآيات. وقد هدأ غضبه فعاد إلى نسائه. وفي رواية لابن جرير ولابن اسحاق أن النبي وطئ مارية أم ولده إبراهيم في بيت حفصة. فغضبت وعدتها إهانة لها. فوعدها رسول الله بتحريم مارية وحلف بهذا. وكلفها كتمان الأمر. فأخبرت به عائشة. فهذا هو الحديث الذي جاء ذكره في السورة. والله وحده أعلم بالذي كان.

المزيد